هدايا المعلمين

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله. سؤالي بارك الله هو على الفيديوهات المنتشرة الأخيرة  ما يفعله الطلبة هذه الأيام يقومون بإهداء بعض الشكولا للأساتذة؟.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

هذا الذي يجري به مخالفات، منها: الاختلاط، فهو تطبيع ظاهر جدا من معصية من المعاصي المجاهر بها، فمتى كانت البالغة تعانق رجلا أجنبيا عنها؟ إلا بعدما شوهت فطرتها بالاختلاط.
ثم قبول قبول المعلمين للهدايا محرم، لقول النبي ﷺ :«من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا، فما أخذ بعد ‌ذلك ‌فهو ‌غلول». [سنن أبي داود (3/ 94 ط مع عون المعبود)]. وكذا قوله ﷺ :«هدايا ‌العمال ‌غلول». [مسند أحمد (39/ 14 ط الرسالة)]. والغلول هو السرقة من الغنيمة. فكل موظف يأخذ هدايا فهو غال، لا فرق بين المعلم وغيره، فعن أبي حميد الساعدي قال :«استعمل رسول الله ﷺ رجلا من الأزد على صدقات بني سليم يدعى ابن الأتبية، فلما جاء حاسبه قال: هذا ‌مالكم ‌وهذا ‌هدية، فقال رسول الله ﷺ: فهلا جلست في بيت أبيك وأمك، حتى تأتيك هديتك، إن كنت صادقا». [صحيح مسلم (6/ 11)]. 
وكان أحد تلامذة حماد بن سلمة قد ذهب إلى الصين، فلما رجع أهدى إلى حماد بن سلمة هدية، فقال له حماد:«إني إن قبلتها لم أحدثك بحديث، وإن لم أقبلها حدثتك. قال: ‌لا ‌تقبلها ‌وحدثنى». [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة (6/ 251)]. 
كما نص الفقهاء على تحريم ذلك، فسئل سحنون فيما أهدى الصبي للمعلم، أو أعطاه شيئا فيأذن له على ذلك؟. فأجاب:«لا، إنما الإذن في الختم اليوم ونحوه، وفي الأعياد، وأما في غير ذلك فلا يجوز له إلا بإذن الآباء. قال القابسي : ومن ها هنا سقطت شهادة أكثر المعلمين لأنهم غير مؤدين لما يجب عليهم، إلا من عصم الله».[آداب المعلمين (ص 95)]. وسئل الشوشاوي -من علماء سوس- عن الحكم فيما يأتي به الصبيان للمعلم هل يأكله أم لا؟.  فحرمه وبين أسباب ذلك ومنه : لأنه رشوة. [الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة ( ت عزوزي ص 295)]. وهو كذلك، لأن الهدية تجلب المحاباة، فيتحرج الأستاذ ويحابي فلا يعدل بسبب تلك الهدية.

وإنما الهدية للمعلمين تباح في حالتين : 
الحالة الأولى : من جرى بينه وبين معلمه تبادل الهدايا قبل وظيفته بنفس القدر، لانتفاء التهمة حينئذ، بخلافها بعد الوظيفة أو مع الزيادة، فيحرم الكل وإن كانت الزيادة بالوصف، كأن كان يهدى أثوابا من الكتان، فأهدى إليه بعد الوظيفة الحرير.
الحالة الثانية : أن يكون ذلك بعد انتهاء الفصل الدراسي، حتى تزول المحاباة التي يخاف منها بسبب الهدايا.
كل هذا مع السلامة من الاختلاط والخلوة والفتنة.. وغيره مما هو مطلوب شرعا.

المجيب : د. قاسم اكحيلات.