بلغت صغيرة كيف تصوم؟

السؤال :

السلام عليكم. بنت بلغت و هي في سن 10 سنوات هل وجب عليها الصيام
وجزاكم الله خيرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

- أولا : علامات البلوغ التي درسنا في العلوم ليست هي نفسها التي في الشرع، فعلامات البلوغ في الشرع :

- الاحتلام : وهو خروج المني، لا فرق بين النائم وغيره، لقول ربنا :{وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا}.

- الإنبات : ويقصد به نمو شعر العانة، وهو الشعر الخشن، اما اللين فلا عبرة به، عن عطية القرظي قال : " عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة، فكان من أنبت قتل، ‌ومن ‌لم ‌ينبت، خلي سبيله، فكنت فيمن لم ينبت، فخلي سبيلي "». [مسند أحمد (31/ 67 ط الرسالة)].

- الحيض والحمل : وهذا مما لا خلاف فيه، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقبل صلاة ‌حائض ‌إلا ‌بخمار "». [مسند أحمد (42/ 87 ط الرسالة)].

- السن : وهذا محلف خلاف،وأشهر الأقوال قولان : تمام خمس عشرة سنة، للذكر والأنثى. وهو مذهب الشافعية، والحنابلة، واختاره ابن وهب من المالكية. وأبو يوسف ومحمد من الحنفية، وهو رواية عن أبي حنيفة. ودليل هدا حديث ‌ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «عرضه يوم أحد، وهو ابن أربع عشرة سنة، فلم يجزني، ثم عرضني يوم الخندق، وأنا ‌ابن ‌خمس ‌عشرة، فأجازني. [صحيح البخاري (3/ 177 ط السلطانية)].

والمشهور عند المالكية أن البلوغ يكون بإتمام ثماني عشرة سنة، ودليلهم أثر عن سعيد بن جبير: قوله: حتى يبلغ أشده، قال: ثماني عشرة سنة». [تفسير ابن أبي حاتم (5/ 1420)].

ثانيا : على الأسرة دائما أن تعود الأبناء على الصيام والصلاة والحجاب، حتى إذا بلغوا لم يجدوا مشقة ولم يكن الأمر مفاجئا، قال ابن القيم رحمه الله :«والصبي وإن لم يكن مكلفا، فوليه مكلف لا يحل له تمكينه من المحرم، فإنه يعتاده، ‌ويعسر ‌فطامه ‌عنه». [تحفة المودود بأحكام المولود (ص353 ط عطاءات العلم)].

- ثالثا : إذا كانت هذه الفتاة قد بلغت فعلا بما ذكرنا لك، فعليه الصوم واجب،  وحاولوا تحفيزها للصوم كما كان الصحابيات يفعلن مع أبنائهن، فعن ‌الربيع بنت معوذ قالت: «أرسل النبي صلى الله تعليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم. قالت: فكنا نصومه بعد، ونصوم صبياننا، ونجعل لهم ‌اللعبة ‌من ‌العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار.». [صحيح البخاري (3/ 37 ط السلطانية)].

فإذا كانت لا تستطيع الصيام لضعف جسدها، فإنها تصوم وتتم يومها حتى إذا أحست بمشقة وتأذت أثناء صومها تقطع وتفطر حينها، لكن تقضي بعد رمضان، وهكذا في كل يوم.

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.