حكم القيام للآخرين

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بخصوص حكم وقوف التلاميذ للمدير أو الحارس العام أو الأستاذ عندما يدخل للقسم كزائر.


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

القيام للناس على أربعة أوجه: 

- الوجه الأول : محرم، وهو أن يقوم إكبارا وتعظيما لمن يحب أن يُقام إليه تكبرا وتجبرا، فعن أبي مجلز قال:«خرج معاوية فقام عبد الله بن الزبير وابن صفوان حين رأوه، فقال: اجلسا سمعت رسول الله ﷺ يقول: من سره أن ‌يتمثل ‌له ‌الرجال ‌قياما فليتبوأ مقعده من النار». [سنن الترمذي (4/ 467)].

- الوجه الثاني : مكروه، وهو أن يقوم إكبارا وتعظيما وإجلالا لمن لا يحب أن يقام إليه ولا يتكبر على القائمين إليه، فهذا يكره للتشبه بفعل الجبابرة ولما يخشى أن يدخله من تغير نفس المقوم إليه، عن أنس قال: «لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله ﷺ، وكانوا إذا رأوه لم ‌يقوموا ‌لما ‌يعلمون من كراهيته لذلك». [سنن الترمذي (4/ 466)].

- الوجه الثالث : مباح، وهو أن يقوم إجلالا وإكبارا لمن لا يريد ذلك ولا يشبه حاله حال الجبابرة ويؤمن أن تتغير نفس المقوم إليه لذلك، وهذه صفة لا توجد إلا في الأنبياء.

- الوجه الرابع : لا بأس به، وهو أن يقوم الرجل إلى القادم عليه من سفر فرحا بقدومه ليسلم عليه، فقد كانت فاطمة إذا دخلت على النبي ﷺ ‌قام ‌إليها ‌فقبلها وأجلسها في مجلسه. [سنن الترمذي (6/ 176)] أو إلى القادم عليه مسرورا بنعمة أولاها الله إياه ليهنئه بها كما في قصة توبة كعب وقد قام ‌إليه ‌طلحة ‌بن ‌عبيد ‌الله يهرول حتى صافحه وهنأه. [صحيح البخاري (6/ 6)]. أو على وجه البر كذلك، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :«لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد، هو ابن معاذ، بعث رسول الله ﷺ، وكان قريبا منه، فجاء على حمار، فلما دنا قال رسول الله ﷺ: ‌قوموا ‌إلى ‌سيدكم». [صحيح البخاري (4/ 67)].  أو إلى القادم عليه المصاب بمصيبة ليعزيه بمصابه وما أشبه ذلك.. راجع: [البيان والتحصيل (4/ 359)]. وراجع : [المدخل لابن الحاج (1/ 168)].

والمتأمل في قيام التلاميذ لمن ذكرتم لا يخلو : إذا كان يُلزم به التلاميذ فلا يحل أمرهم بذلك. أما لو كان طواعية منهم دون أن يأمرهم أحد أمرا فيرجع لطبيعة الداخل، فمن كان يستحق الإكرام كان القيام في حقه مستحقا من باب الإكرام أو المحبة ونحوه.. أما من كان لا يستحق ذلك ممن ذكرنا كالمتسلط والفاسق والعلماني والمتبرجة.. ومن أشبههم فلا يقام لهم، وخاصة من كان يحب ذلك بل ويأمر به!. 

المجيب : د. قاسم اكحيلات.