صفة زواج النبي ﷺ من أمنا خديجة
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شحينا الكريم، هناك من يستدل على جواز علاقات الحب بعلاقة النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة قبل الزواج. فما صحة هذا وكيف تزوجا؟.
شحينا الكريم، هناك من يستدل على جواز علاقات الحب بعلاقة النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة قبل الزواج. فما صحة هذا وكيف تزوجا؟.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بالنسبة لصفة زواج النبي ﷺ من أمنا خديجة فلم يصح في ذلك خبر، فهي أمور تُروى من باب السيرة التي قد يتسامح فيها، لكن مع بيان ضعفها، وعند الاستدلال بها في حكم شرعي أو عند أمر دقيق، فهذا يحتاج إلى بيان درجة الخبر :
- أما أنها كانت تاجرة فلم يصح في ذلك خبر البتة، بل الذي في كتب السير أن أمنا خديجة كانت تضارب، أي تدفع مالها لمن يتجار به لا أنها كانت تخرج مع الرجال. وهذا أيضا لا يصح. وقد سبق لنا البيان (هنا).
-أما عرض نفسها على النبي ﷺ فلم يصح، وقد اختلف أهل السير : هل هي التي عرضت نفسها كما في سيرة ابن إسحاق :"فقالت له- فيما يزعمون- يا بن عم. إني قد رغبت فيك لقرابتك، وسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها".(ص:82).
وهذا الخبر لا يصح عنها رضي الله عنها، فقد أورده ابن إسحاق من غير إسناد بل قال (فيما يزعمون).
وقيل بل كانت الواسطة بينهما نفيسة بنت منية.
وهذا أيضا لا يصح فقد رواه ابن سعد (الطبقات.104/1). من طريق الواقدي وهو متروك متهم بالكذب. وورد عند المحاملي (تاريخ الإسلام.الذهبي.52/1). من طريق عبد الله بن شبيب وهو متروك الحديث كما سيأتي وقال الذهبي بعده:"وهو حديث منكر"(104/1).
وورد عند البزار أن التي توسطت هي أختها، عن عمار :"وإني خرجت مع رسول الله ﷺ ذات يوم حتى مررنا على أخت خديجة، وهي جالسة على أدم لها، فنادتني فانصرفت إليها، ووقف رسول الله ﷺ، فقالت: أما لصاحبك في تزويج خديجة حاجة، فأخبرته..".(مسند البزار.248/4).
وهذا أيضا خبر باطل، عبد الله بن شبيب بن خالد متروك الحديث كما في (ميزان الاعتدال.438/2). وعمر بن أبي بكر متروك أيضا، قال أبو حاتم:"متروك، ذاهب الحديثّ".(ديوان الضعفاء.3018).
- ورد أن أمنا خديجة سقت والدها خمرا حتى يزوجها النبي ﷺ.
وهذا أيضا لا يصح سندا ومتنا، فقد رواه الإمام أحمد (المسند.2848). من طريق حماد بن سلمة، عن عمار بن أبى عمار، عن ابن عباس - فيما يحسب حماد - فذكر خبر خديجة.. والشك من حماد.
وعند البيهقي (الدلائل.72/2). رواه من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس.. فتبين ان بين حماد وبين عمار علي بن جدعان وهو ضعيف.
وقد ورد عند البزار من طريق أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة:" فإني أكفيك وأته عند سكره ففعل فأتاه فزوجه".(204/10). وهذا ظاهر انها لم تسقه خمرا بل هو أصلا كان مخمورا.
ثم هو لا يصح، والصواب فيه الإرسال، فيه عمر بن حفص بن غياث فهو ثقة لكنه يهم، قال البزار:"رواه غير عمر بن حفص عن الأعمش، عن أبي خالد مرسلا".(204/10). والظاهر هناك تصحيف أشار إليه الهيثمي:"وقال فيه: قالت: وأته غير مكره. بدل: سكر".(مجمع الزوائد.15266).
ثم أهل السير اختلفوا هل زوجها والدها خويلد كما قال ابن إسحاق والزهري، أم زوجها عمها كما هو المشهور لأن والدها مات قبل الفجار، قَالَ المؤملى:"المجتمع عليه أن عمها عمرو بن أسد هو الذي زوجها منه".(السيرة النبوية.ابن كثير.ص:267). وذكره السهيلي في (الروض الأنف.1/ 213). وابن الأثير في (أسد الغابة 7/ 81).
- أما الفارق بين سنها وعمر النبي ﷺ عند الزواج فلم يصح فيه شيء، فعن الحاكم..كان عمرها إذ ذاك 35، وقيل 25 سنة..قاله الواقدي، وزاد: ولها 45 سنة. وقال آخرون من أهل العلم..40 سنة..وعن ابن عباس: كان عمرها 28 سنة".(البداية والنهاية واختصرته).
وكذا عمر النبي ﷺ مختلف فيه، قال الزهري: وكان عمر رسول اللهﷺ يوم تزوج خديجة 21 سنة، وقيل 25 سنة..وقال آخرون من أهل العلم.. 30 سنة..وقال ابن جريج: كان عليه السلام ابن37 سنة".(البداية والنهاية واختصرته).ن
والصحيح الثابت أن النبي ﷺ كان يحب أمنا خديجة حبا عظيما وهي التي ناصرته وصدقته، وهي أم أولاده، اما صفة زواجه منها فلا يثبت فيه خبر صحيح.
- أما أنها كانت تاجرة فلم يصح في ذلك خبر البتة، بل الذي في كتب السير أن أمنا خديجة كانت تضارب، أي تدفع مالها لمن يتجار به لا أنها كانت تخرج مع الرجال. وهذا أيضا لا يصح. وقد سبق لنا البيان (هنا).
-أما عرض نفسها على النبي ﷺ فلم يصح، وقد اختلف أهل السير : هل هي التي عرضت نفسها كما في سيرة ابن إسحاق :"فقالت له- فيما يزعمون- يا بن عم. إني قد رغبت فيك لقرابتك، وسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها".(ص:82).
وهذا الخبر لا يصح عنها رضي الله عنها، فقد أورده ابن إسحاق من غير إسناد بل قال (فيما يزعمون).
وقيل بل كانت الواسطة بينهما نفيسة بنت منية.
وهذا أيضا لا يصح فقد رواه ابن سعد (الطبقات.104/1). من طريق الواقدي وهو متروك متهم بالكذب. وورد عند المحاملي (تاريخ الإسلام.الذهبي.52/1). من طريق عبد الله بن شبيب وهو متروك الحديث كما سيأتي وقال الذهبي بعده:"وهو حديث منكر"(104/1).
وورد عند البزار أن التي توسطت هي أختها، عن عمار :"وإني خرجت مع رسول الله ﷺ ذات يوم حتى مررنا على أخت خديجة، وهي جالسة على أدم لها، فنادتني فانصرفت إليها، ووقف رسول الله ﷺ، فقالت: أما لصاحبك في تزويج خديجة حاجة، فأخبرته..".(مسند البزار.248/4).
وهذا أيضا خبر باطل، عبد الله بن شبيب بن خالد متروك الحديث كما في (ميزان الاعتدال.438/2). وعمر بن أبي بكر متروك أيضا، قال أبو حاتم:"متروك، ذاهب الحديثّ".(ديوان الضعفاء.3018).
- ورد أن أمنا خديجة سقت والدها خمرا حتى يزوجها النبي ﷺ.
وهذا أيضا لا يصح سندا ومتنا، فقد رواه الإمام أحمد (المسند.2848). من طريق حماد بن سلمة، عن عمار بن أبى عمار، عن ابن عباس - فيما يحسب حماد - فذكر خبر خديجة.. والشك من حماد.
وعند البيهقي (الدلائل.72/2). رواه من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس.. فتبين ان بين حماد وبين عمار علي بن جدعان وهو ضعيف.
وقد ورد عند البزار من طريق أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة:" فإني أكفيك وأته عند سكره ففعل فأتاه فزوجه".(204/10). وهذا ظاهر انها لم تسقه خمرا بل هو أصلا كان مخمورا.
ثم هو لا يصح، والصواب فيه الإرسال، فيه عمر بن حفص بن غياث فهو ثقة لكنه يهم، قال البزار:"رواه غير عمر بن حفص عن الأعمش، عن أبي خالد مرسلا".(204/10). والظاهر هناك تصحيف أشار إليه الهيثمي:"وقال فيه: قالت: وأته غير مكره. بدل: سكر".(مجمع الزوائد.15266).
ثم أهل السير اختلفوا هل زوجها والدها خويلد كما قال ابن إسحاق والزهري، أم زوجها عمها كما هو المشهور لأن والدها مات قبل الفجار، قَالَ المؤملى:"المجتمع عليه أن عمها عمرو بن أسد هو الذي زوجها منه".(السيرة النبوية.ابن كثير.ص:267). وذكره السهيلي في (الروض الأنف.1/ 213). وابن الأثير في (أسد الغابة 7/ 81).
- أما الفارق بين سنها وعمر النبي ﷺ عند الزواج فلم يصح فيه شيء، فعن الحاكم..كان عمرها إذ ذاك 35، وقيل 25 سنة..قاله الواقدي، وزاد: ولها 45 سنة. وقال آخرون من أهل العلم..40 سنة..وعن ابن عباس: كان عمرها 28 سنة".(البداية والنهاية واختصرته).
وكذا عمر النبي ﷺ مختلف فيه، قال الزهري: وكان عمر رسول اللهﷺ يوم تزوج خديجة 21 سنة، وقيل 25 سنة..وقال آخرون من أهل العلم.. 30 سنة..وقال ابن جريج: كان عليه السلام ابن37 سنة".(البداية والنهاية واختصرته).ن
والصحيح الثابت أن النبي ﷺ كان يحب أمنا خديجة حبا عظيما وهي التي ناصرته وصدقته، وهي أم أولاده، اما صفة زواجه منها فلا يثبت فيه خبر صحيح.