رضاع الحسن البصري من أم سلمة
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيخنا بارك الله فيكم، قرأت في بعض الكتب أن الإمام الحسن البصري رحمه الله، رضع من أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، فهل هذا صحيح؟. وإن ثبت الخبر فهل يمكن نعته بابن النبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
الخبر رواه أبو نعيم :حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن أبي كامل، قال: ثنا هوذة بن خليفة، عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، قال: كان الحسن ابنا لجارية أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فبعثت أم سلمة جاريتها في حاجتها فبكى الحسن بكاء شديدا فرقت عليه أم سلمة رضي الله تعالى عنها فأخذته فوضعته في حجرها فألقمته ثديها فدر عليه فشرب منه فكان يقال: «إن المبلغ الذي بلغه الحسن من الحكمة من ذلك اللبن الذي شربه من أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم». [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة (2/ 147)].
وهذا إسناد ضعيف، قال ابن حجر:«عبد الله بن محمد بن كامل الفزاري أتى عن هوذة بن خليفة بخبر منكر». [لسان الميزان (3/ 354)].
ورواه ابن أبي الدنيا :«244 - حدثنا محمد بن سلام الجمحي، حدثنا أبو عمرو محمد بن مهزم قال: كانت أم الحسن تدخل على أم سلمة فتبعثها في الحاجة فيبكي الحسن وهو صغير فتسكته أم سلمة بثديها». [النفقة على العيال لابن أبي الدنيا (1/ 412)]. قال الذهبي:«إسنادها مرسل». [سير أعلام النبلاء - ط الرسالة (4/ 565)].
فالخبر ضعيف لا يثبت، وعلى فرض صحته فلا يكون ابنا للنبي ﷺ لأن أم سلم لم يكن لها من النبي ﷺ ولد، وإنما يكون الرجل ابنا لمن أرضعته زوجته إن كان اللبن ناتجا عنه كما في مسألة لبن الفحل راجعها (هنا).
المجيب : د. قاسم اكحيلات.