سجود التلاوة لغير القارئ
السؤال :
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته. شيخنا بارك الله فيك وزادك الله علما ونفع بك ما قولكم في سجود التلاوة جماعة عند قراءة القرآن داخل المسجد لأني رأيت الإمام ومن يقرؤون معه عند وصول إلى موضع السجود الكل سجد حتا الذين كانوا جالسين فقط هل هذا صحيح أم السجود مشروع فقط لمن يقرأ.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
سبق لنا بيان حكم القراءة الجماعية (هنا)، أما لما سألت عنه فلا بد من التفريق بين السامع والمستمع، والفرق : أن المستمع: هو الذي يستمع للقراءة ويتدبرها، أما السامع: فهو الذي يسمع الصوت لكنه غير مستمع، ولا يتدبر ما يشرع له السجود، فهذا يقال له السامع، فيسن السجود للتالي وللمستمع دون السامع.
فمن كان سامعا لا مستمعا فلا سجود عليه، عن ابن المسيب، «أن عثمان مر بقاص فقرأ سجدة ليسجد معه عثمان، فقال عثمان: إنما السجود على من استمع، ثم مضى ولم يسجد». [مصنف عبد الرزاق (4/ 72 ط التأصيل الثانية)]. وعن ابن عباس قال :«إنما السجدة على من جلس لها، فإن مررت فسجدوا، فليس عليك سجود». [مصنف عبد الرزاق (4/ 72 ط التأصيل الثانية)]. وعن أبي عبد الرحمن السلمي، قال :«مر سلمان على قوم قعود، فقرءوا السجدة فسجدوا، فقيل له، فقال: ليس لها غدونا». [مصنف عبد الرزاق (4/ 73 ط التأصيل الثانية)].
ثم لو فرضنا أن قارئا قرأ سجدة التلاوة ولم يسجد، فهل يسجد المستمع؟. يسجد عند أبي حنيفة ومالك والشافعي وهو الراجح، وذلك أن السجود من أجل التلاوة وقد حصلت، وقال الحنابلة لا يسجد إلا بسجود التالي، لقول النبي ﷺ للغلام: «أنت قرأتها ولو سجدت سجدنا». [المراسيل لأبي داود (ص112)] . لكنه حديث ضعيف.
المجيب : د. قاسم اكحيلات.