حكم الأمداح

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته شيخنا قاسم اكحيلات حفظكم الله و رعاكم.  لدي سؤال جزاكم الله خيرا :
تناقشت أنا و صديقي حول حكم الأمداح و قد قال لي أن الأمداح التي تعظم الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ليست بدعة ، و قلت بالعكس ﻷنه في علمي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم جميعا لم يفعلوا ذلك.
فما حكم الأمداح ؟؟.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.

« الخلاصة : الأناشيد والأمداح أنواع : فمنها المحرم وهو ما كانت به موسيقى أو كانت به كلمات شركية أو ما اتخذ للتقرب من الله، أما المجردة التي بها الكلام الحسن فمباحة، ولا يصلح حال من يكثر منها».اهـ.

الأناشيد والأمداح النبوية أحوال :

-  فأما التي تضم الموسيقى والمعازف فمحرمة، وهذه لا فرق بينها وبين باقي الأغاني. وقد سبق بيان حكم الموسيقى (هنا)، وكذلك تحايل بعضهم بالأصوات البشرية أو ما يسمى بالأكابيلا (هنا).
-  التي تضم كلاما منكرا كحال الأمداح التي تضم كلاما شركيا وغلوا في النبي ﷺ أو في بعض البشر، هذه أيضا لا تحل.
-  التي تتخذ للتعبد والتقرب إلى الله فهذه أيضا محرمة، قال الشافعي : «خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة ‌يسمونه ‌التغبير، يصدون به الناس عن القرآن». [الكلام على مسألة السماع (1/ 249)]. والتغبير : نوع من الغناء يذكر بالغابرة وهي الآخرة ونحوه من أمور الزهد كما يفعله الصوفية اليوم.
-  التي تكون خالية من كل هذا، فهي مباحة، عن ‌أنس قال: « كان رسول الله ﷺ في بعض أسفاره، وغلام أسود يقال له ‌أنجشة ‌يحدو، فقال له رسول الله ﷺ : يا أنجشة، رويدك سوقا بالقوارير. [صحيح مسلم (7/ 78 ط التركية)].و‌الحداء : وهو الإنشاد الذى تساق به الإبل. [المغني لابن قدامة (14/ 162 ت التركي)].

لكن لا ينبغي أن يتخذ هذا ديدنا لأنه لا يقرب إلى الله ولا يزيد إيمانا، ولا يعلم عن  أحد ممن يدمن عليها استقامة حال، قال الشيخ الطريفي حفظه الله: «ومن صلحت حاله في الظاهر بتلك الأسباب، فغالبا أن باطنه أجوف من الإيمان، وقلما يثبت، وربما يظهر من الصلاح ويبطن من ذنوب السرائر أشياء عظيمة؛ لأنه لا يثبت الإيمان في القلب إلا الوحي قرآنا وسنة والوعظ بهما، وبمقدار ما لدى الإنسان منهما يكون صلاحه باطنا». [التفسير والبيان لأحكام القرآن (3/ 1394)].

المجيب : أ.د قاسم اكحيلات.